لماذا جئت تطلب أن أضحي
وأنسى ما جنيت ونزف جرحي
أما كنا انتهينا وارتضينا
وسرنا للنهاية دون نوح
وأعلنا غروب الود فينا
بلا إبداء أسباب وشرح
لماذا عدت تطرق من جديد
على باب سيبقى دون فتح
أجئت مواسيا أم يا صديقي
يهمك أن ترى آثار ذبحي
نعم إني الذبيح وأنت مثلي
تقاسي نار جرح ذات لفح
وان أنكرت ذلك ليس يجدي
ففي عينيك ما ينبي ويوحي
وفي عيني حزن لو تبدى
لحل الليل عند شروق صبح
لماذا عدت تنفخ في رمادي
وجمرا نائما فيه تصحي
محال أن نعود إلى التصافي
ولو حتى بدأنا عهد صلح
تكسرت الصداقة في يدينا
فويحك ما فعلت بهاو ويحي
زرعنا في رماد التيه وردا
ورويناه من آبار ملح
فمات الورد محترقا وضاعت
جهودك في إغاثته وكدحِ
لماذا عدت؟ تسألنا دموعا
تحاول أن تقاوم أي مسح
لماذا عدت بعد الموت تسعى
لإحيائي بورد دون روح
أنا أغلقت دونك باب قلبي
وسلمت النوى مفتاح صفحي
فلا تقرع على أبواب ماض
بقبضة نادم إن شئت نصح
مضى عنا زمان الود حتى
تحول حسنه فينا لقبح..
وليس يفيدني منك اعتذار
ولا يجدي التراجع ولا التنحي
ولست مبدلا حبي بكره
ولا عز الجبال بذل سفح
سأمضي راحلا ما في ضميري
مشاعر مبغض أو شعر مدح..
معاركنا انتهت أفلا تراني
رميت مهندي وكسرت رمحي...