بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..أما بعد :التوبة: من تاب يتوب أي رجع. وهي الرجوع من معصية الله إلى طاعته. ويشترط لها خمسة شروط:الشرط الأول: الإخلاص: والإخلاص شرط في كل عبادة، والتوبة من العبادات، قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(البينة: الآية5) فمن تاب مراءاة للناس، أو تاب خوفاً من سلطان لا تعظيماً لله عزّ وجل فإن توبته غير مقبولة.الشرط الثاني: الندم على ما حصل: وهو انكسار الإنسان وخجله أمام الله عزّ وجل أن فعل ما نهي عنه، أو ترك ما أوجب عليه.فإن قال قائل: الندم انفعال في النفس، فكيف يسيطر الإنسان عليه؟فالجواب: أنه يسيطر عليه إذا أشعر نفسه بأنه في خجل من الله عزّ وجل وحياء من الله ويقول: ليتني لم أفعل وما أشبه ذلك.وقال بعض أهل العلم: إن الندم ليس بشرط:أولاً: لصعوبة معرفته. والثاني: لأن الرجل إذا أقلع فإنه لم يقلع إلا وهو نادم، وإلا لاستمر. لكن أكثر أهل العلم -رحمهم الله - على أنه لابد أن يكون في قلبه ندم.الشرط الثالث: الإقلاع عن المعصية التي تاب منها:فإن كانت المعصية ترك واجب يمكن تداركه وجب عليه أن يقوم بالواجب،كما لو أذنب الإنسان بمنع الزكاة، فإنه لابد أن يؤدي الزكاة، أو كان فعل محرماً مثل أن يسرق لشخص مالاً ثم يتوب،فلابد أن يرد المال إلى صاحبه، وإلا لم تصح توبته فإن قال قائل: هذا رجل سرق مالاً من شخص وتاب إلى الله، لكن ا لمشكل كيف يؤدي هذا المال إلى صاحبه؟ يخشى إذا أدى المال إلى صاحبه أن يقع في مشاكل فيدّعي مثلاً صاحب المال أن المال أكثر، أو يتَّهَم هذا الرجل ويشيع أمره، أو ما أشبه ذلك، فماذا يصنع؟نقول: لابد أن يوصل المال إلى صاحبه بأي طريق، وبإمكانه أن يرسل المال مع شخص لا يتهم بالسرقة ويعطيه صاحبه، ويقول: يا فلان هذا من شخص أخذه منك أولاً والآن أوصله إليك، ويكون هذا الشخص محترماً أميناً بمعنى أنه لا يمكن لصاحب المال أن يقول: إما أن تعين لي من أعطاك إياه وإلا فأنت السارق، أما إذا كان يمكن فإنه مشكل.مثال ذلك: أن يعطيه القاضي، أو يعطيه الأمير يقول: هذا مال لفلان أخذته منه، وأنا الآن تائب، فأدّه إليه. وفي هذه الحال يجب على من أعطاه إياه أن يؤدّيه إنقاذاً للآخذ وردّاً لصاحب المال.فإذا قال قائل: إن الذي أخذت منه المال قد مات، فماذا أصنع؟فالجواب: يعطيه الورثة، فإن لم يكن له ورثة أعطاه بيت المال.فإذا قال :أنا لا أعرف الورثة، ولا أعرف عنوانهم؟فالجواب: يتصدّق به عمن هو له، والله عزّ وجل يعلم هذا ويوصله إلى صاحبه. فهذه مراتب التوبة بالنسبة لمن أخذ مال شخص معصوم.تأتي مسألة الغيبة: فالغيبة كيف يتخلص منها إذا تاب: من العلماء من قال: لابد أن يذهب إلى الشخص ويقول: إني اغتبتك فحللني، وفي هذا مشكلة.ومنهم من فصّل وقال: إن علم بالغيبة ذهب إليه واستحله، وإن لم يعلم فلا حاجة أن يقول له شيئاً لأن هذا يفتح باب شرّ.ومنهم من قال: لا يُعلِمْه مطلقاً،كما جاء في الحديث: "كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَهُ أَنْ تَستَغْفِرَ لَهُ" ذكره الزبيدي والسيوطي والألباني في الضعيف فيستغفر له ويكفي.ولكن القول الوسط هو الوسط، وهو أن نقول: إن كان صاحبه قد علم بأنه اغتابه فلابد أن يتحلل منه، لأنه حتى لو تاب سيبقى في قلب صاحبه شيء، وإن لم يعلم كفاه أن يستغفر له.الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود:فلابد من هذا، فإن تاب من هذا الذنب لكن من نيته أن يعود إليه متى سنحت له الفرصة فليس بتائب، ولكن لو عزم أن لايعود ثم سوّلت له نفسه فعاد فالتوبة الأولى لا تنتقض، لكن يجب أن يجدد توبة للفعل الثاني.ولهذا يجب أن نعرف الفرق بين أن نقول: من الشرط أن لايعود، وأن نقول:من الشرط العزم على أن لا يعود.الشرط الخامس: أن تكون التوبة وقت قبول التوبة:فإن كانت في وقت لا تقبل فيه لم تنفعه، وذلك نوعان: نوع خاص، ونوع عام.النوع الخاص: إذا حضر الإنسان أجله فإن التوبة لا تنفع،لقول الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)(النساء: الآية18) ولما غرق فرعون قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فقيل له: (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:91) أي الآن تسلم، ومع ذلك لم ينفعه. وأما العام: فهو طلوع الشمس من مغربها، فإن الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب، فإذا طلعت من المغرب آمن الناس كلهم، ولكن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لاً تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَةُ، وَلا تَنْقَطعُ التَّوبَةُ حَتَّى تَخْرُجَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" أخرجه أبو داود وأحمدفهذه هي شروط التوبة، وأكثر العلماء - رحمهم الله - يقولون:شروط التوبة ثلاثة: الندم، والإقلاع، والعزم على أن لايعود.ولكن ما ذكرناه أوفى وأتمّ، ولابد مما ذكرناه.[ من شرح الأربعين النووية لشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص433-473) طبعة دارالثريا للنشر ]
+3
ارجوان
al-s3eed
الغويزي
7 مشترك
التوبه وشروطها
الغويزي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 26
نقاط : 23
تاريخ الميلاد : 28/12/1988
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
العمر : 35
- مساهمة رقم 1
التوبه وشروطها
al-s3eed- المدير العام
- عدد المساهمات : 150
نقاط : 1000000
تاريخ الميلاد : 09/01/1989
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 35
الموقع : في السطوح
- مساهمة رقم 2
رد: التوبه وشروطها
بارك الله فيك اخوي الغويزي
وجعله الله في ميزان حسناتك
وجعله الله في ميزان حسناتك
ارجوان- عضو جديد
- عدد المساهمات : 27
نقاط : 23
تاريخ التسجيل : 05/06/2010
- مساهمة رقم 3
رد: التوبه وشروطها
جزاك الله خير
زهرة البنفسج- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 79
نقاط : 23
تاريخ التسجيل : 03/06/2010
- مساهمة رقم 4
رد: التوبه وشروطها
بارك الله فيك
حموود- عضو جديد
- عدد المساهمات : 39
نقاط : 20
تاريخ التسجيل : 05/06/2010
- مساهمة رقم 5
رد: التوبه وشروطها
جزاك الله خير اخي الغويزي
في ميزان حسناتك ان شاء الله
في ميزان حسناتك ان شاء الله
اسير الشوق- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 52
نقاط : 20
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
- مساهمة رقم 6
رد: التوبه وشروطها
بارك الله فيك
المجازف- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 77
نقاط : 24
تاريخ الميلاد : 09/10/1986
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
العمر : 38
الموقع : الكويت
- مساهمة رقم 7
رد: التوبه وشروطها
مشكووور أخوي/ الغويزي
من منا لايخطئ .. ومن منا لايذنب ومن منا منزه ومعصوم كلنا ذوو خطأ وكلنا
ذوو ذنوب
نسأل الله أن نكون من المقبولين والمسارعين للخيرات
تــقـــبـــل مـــروري
من منا لايخطئ .. ومن منا لايذنب ومن منا منزه ومعصوم كلنا ذوو خطأ وكلنا
ذوو ذنوب
نسأل الله أن نكون من المقبولين والمسارعين للخيرات
تــقـــبـــل مـــروري